إشكالية المخبر ومبررات إنشائه

        عرفت الدراسات الإعلامية والاتصالية المعاصرة جملة من التطورات بفعل الانفتاح على تخصصات أخرى في العلوم الإنسانية والاجتماعية مما أكسب الباحثين حقولا جديدة للدراسة وذلك بولوج مواضيع كانت مغيبة ومنسية خصوصا في الميدان الأمني ومنه ما يخص مشكلة عدم الوصول إلى الأمن الغذائي الذي أضحى معضلةً لكثيرٍ من الحكومات في دول العالم الثّالث، والتي تسعى للتّوفيق باستمرار بين الزّيادة السّكانيّة الكبيرة ومستويات الطّلب على الغذاء. 

       لهذا ارتأينا إنشاء  هذا المخبر  من أجل المساهمة من خلال الطرح العلمي لمجابهة هذا الواقع ومواكبة التطورات في مجال البحث لفتح نوافذ جديدة تمكن الباحث من الاطلاع أكثر وبصفة أدق على أسباب ومقومات و أبعاد  هذه الظاهرة التي باتت الهاجس الاول لكل الدول و الشعوب وعلى غرارها الجزائر التي تعرف باستمرار ارتفاعا متزايدا لفاتورة المواد الغذائية هذا من جهة و تدني الايرادات النفطية التي كانت تتيح لها إمكانية استيراد المواد  الاستهلاكية  من جهة أخرى ، فهذا يؤشر على أن الجزائر تواجه أبعاد خطيرة نحو أزمة غذائية  مستقبلا و عليه فإن تحقيق الأمن الغذائي أصبح اليوم من أولى الأولويات .

        من هذا المنطلق تتطلع فرق البحث المكونة لهذا المخبر إلى إشراك جميع الفاعلين من جامعيين إعلاميين واقتصاديين وسياسيين …للعمل بمناهج جديدة بالمزاوجة بين عدد من التخصصات من أجل قراءة للوضع الغذائي قراءة جدية وجديدة تفضي بهم في النهاية لتكوين نظرة شمولية تؤهلهم لمعالجة مواضيع مختلفة في أرضية واقع المجتمع الجزائر

ومن بين الاسباب التي أدت بنا إلى التفكير في طلب إنشاء هذا المخبر هي:

  • تدخل في إطار المحاور الكبرى التي تم تحديدها من قبل مديرية البحث العلمي والتطوير التكنولوجي للسنوات الخمس المقبلة
  •  غياب لمخابر فعالة في مؤسستنا الجامعية تسهم في تأطير الطاقات البحثية وإنتاج المعرفة في مجال الاتصال الامن الغذائي حتى وإن وجدت في مجالات أخرى   فإن وتيرة إنتاجها المعرفيّ وجودته تبقى ما دون المستوى.
  • الحاجة الماسة إلى إعداد برنامج علمي قوي له صلة مباشرة بموضوع البحث وملتقيات ذات أهداف واضحة ومجلات نوعية في إنتاجها ومشاريع تخدم التنمية والمجتمع
  •  السعي إلى تقوية التكوين المنهجي على مستوياته المختلفة لمواجهة هشاشة منهج التفكير وضعف  الممارسة البحثية و رفع من مستوى الممارسة السلوكية و التكامل مع مؤسسات المجتمع، و ذلك بفتح مشاريع ماستر و دكتوراه و إعداد دراسات علمية و القيام بنشاطات إبداعية ومشاريع خادمة للمجتمع والتنمية.

أما فيما يتعلق عن الدوافع الرئيسية  لطلب إنشاء مخبر هو طموحنا  في أن يكون المحضن للإبداع ، ينتج أفكار استراتيجية مهمة تعتمد عليها الدولة  في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها و يقدم من خلال دراساته الميدانية و التطبيقية توصيات لصناع القرار وفق رؤى استراتيجية مبصرة و نظم إدارية محكمة  و كذا اقتراح عدد من المشاريع بحثية التي من شأنها أن تضمن أمناً غذائياً مستداماً و الذي يكون التفكير فيه جماعيا وتكامليا بين العلوم، حتى يتسنى لنا تشكيل وتراكم خبرات معرفية، و أن يكون فاعلا أساسيا في العمل جنبا الى جنب مع السلطات العمومية من أجل الحفاظ على الامن الغذائي واشراك المواطن في البرامج المتعلقة به سواء ما تعلق بالنمو السكاني أو التربية البيئية أو توعية المزارعين والفلاحين بمختلف التحديات …..الخ بالإضافة إلى رفع كفاءات الباحثين من خلال برامج التدريب وتبادل الخبرات بالإضافة إلى الانفتاح على الفضاء الاجتماعي العام، وتثقيف فئات المجتمع والترويج لأفكار وتوجهات المخبر عن طريق وسائل النشر
       ونطمح من خلال المخبر إلى إنتاج المعرفة التي لها صلة بالتنمية المستدامة  والتي تخدم الجهات التنموية في المجتمع وتقديم مقترحات نوعية وعملية وعالمية، والارتقاء إلى مستوى الكونية في المعرفة من حيث الإبداع والإنتاج وإتقان شعار “فكّر عالميا ونفذ محليا“.

     وبهذا المعنى كانت دعوتنا إلى اقتراح مختبر بعنوان: ” الاتصال و الامن الغذائي  “، الذي سيتكون من أربع  فرق مكونة في مجملها من 24 باحثا؛ كل فرقة تحمل على عاتقها تفكيك جملة من المفاهيم ومعالجة جملة من القضايا تمس الاتصال و الأمن الغذائي .

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق